بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين أما بعد
فتمر قضية الزلازل المدمرة والمنتجة ألوف القتلى كهياتي واندنوسيا والذي قد يشبه بمفرده أو مجموعه عدد قتلى قوم ثمود أوعاد أوقوم لوط والذين عذبوا في الشرك والكفر والمعصية على المجتمع العالمي الكافر والغافل على أنها ظاهرة أو كارثة طبيعة غير فزعين ولامتذكرين ولامعتبرين أولا بعاقبة الكفر ومعصية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وبفزع الموت سيما موت الفجأة كما روى البخاري في جامعه الصحيح المختصر عن عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى قَالَ كَانَ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَقَيْسُ بْنُ سَعْدٍ قَاعِدَيْنِ بِالْقَادِسِيَّةِ فَمَرُّوا عَلَيْهِمَا بِجَنَازَةٍ فَقَامَا فَقِيلَ لَهُمَا إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ أَيْ مِنْ أَهْلِ الذِّمَّةِ فَقَالَا إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَالَ أَلَيْسَتْ نَفْسًا و
عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى كَانَ أَبُو مَسْعُودٍ وَقَيْسٌ يَقُومَانِ لِلْجَنَازَةِ
روى الطبراني في الأوسط عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(من اقتراب الساعة أن يرى الهلال قبلا فيقال : لليلتين و أن تتخذ المساجد طرقا و أن يظهر موت الفجأة ).
نعم نحن لانقوم عندما نسمع الحدث بل ينبغي أن تفزع قلوبنا من موت الفجأة فنرجع تائبين منيبين لرب العالمين من قبل أن يأتي اليوم الذي لامرد له
يوم الدين الساعة يوم القيامة يوم التناد يوم التغابن
ولابقربان الساعة ثانيا عند تذكر أن كثرة الزلازل من اشراط الساعة بل الساعة موعدهم والساعة أدهى وأمر كما روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وَهُوَ الْقَتْلُ حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ)
بل عن الزلزال العظيم في القيامة عنده تحدث الأرض بجرئم أهلها وقبائح ذنوبهم من زنا وربا وغيبة وعقوق وغدر وقذف للمحصنات وشتم أهل الحديث وغير ذلك وتشهد فمن يقدر أن يراوغ أو يكذب أو يعتذر
قال تعالى( إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها وقال الإنسان مالها يومئذ تحدث أخبارها بأن ربك أوحى لها) (تشهد بماعمل عليها من خير أو شر)
فسبحان الذي أنطق الأرض وهي جماد بلالسان وفم وأسنان
فينبغي للناس في العالم بعد هذه الزلازل العظيمة المدمرة المهلكة لألوف الناس أن يفروا لتوحيد الله وأفرده بالعبودية فلايعبدوا إلا الله ولايدعو الا الله لايقولوا يارسول الله اشفع لنا أو يامسيح أو يامريم أو يابدوي أو يافاطمة ياأهل البيت ولسنة رسو ل الله صلى الله عليه وسلم فلايعبدوا إلا الله ولايعبدوا الله إلا بماجاء عن رسو ل الله صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير بل ويجب أن يتركوا ماترك مما يتعبدون به مما لم يتعبدالله به صلى الله عليه وسلم لاهو ولاأصحابه سواء في باب الصلاة أو الدعوة أو الجهاد ولاالذكر أوالأعياد
قال تعالى (ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )
فليترك النصارى و أ هل التثليث عبادة المسيح والذي لم يخلقهم وهم يقولون مات يوم واحد فمن سير العالم السفلي والعلوي في ذلك اليوم الذي مات فيه ويقولن أنه ابن الله (وماكان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكن )
(بديع السموات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة )
(إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم )
فكما خلق آدم بلا أب وأم فمن باب أولى أنه قادر على خلق عيسى بأم بلاأب
(قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفون أحد )
أما اليهود فلايحتاجون بيانا وردا فهم يعلمون الحق كمايعرفون أبناءهم وأن محمدا خاتم النبين كما قال ذلك اليهود لابنه وهو يحتضر والنبي صلى الله عليه وسلم يدعوه للتوحيد اطع أبى القاسم
فليتوبوا بعد هذه الزلالزل من الكبر والحسد الذي ورثوه من آباءهم وليتركوا ظلم الفلسطينين
وليتركوا لهم أرضهم التي اغتصبوها بغير حق وليس للكافر الظالم حق في طعام ولاشراب بل هو للذين آمنوا واتقوا
وليتب الملاحدة والشيوعيون من جحدهم أله تنطق به فطرهم (وهو الله الذي لاإله إلى هو رب العالمين رب السموات والأرض ومابينهما الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى )
قال تعالى (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم )
قال تعالى (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)
وليتب الرافضة من كفرهم ونفاقهم وتقياهم و دعواهم أن القرآن ناقص فكفروا بالله وكذبوه وهو القائل (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون )
واتهام عائشة الصديقة المطهرة بما كذبوا وافتروا وزوروا تبعا لآجدادهم من منافقي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله بن أبي وأعوانه مع قول الله تعالى (عن الذين جاءوا بالأفك عصبة منكم )
وسب الصحابة وذلك طعن في حكمة الله كيف يكونوا خونة ومراد الله انتشار الدين
وقوله (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله
ثم يسخر لنبيه أناس خونه لايصلحون للقيام بنقل الدين إن هذا لهو الضلال المبين وليتب أهل البدع كالصوفية وجماعة التبليغ الصوفية العصرية فليوحدوا الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإن العلم لايعرف بالإلهام ولايورى في المنام العلم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتعلم وجماعة التكفير فليعتدوا بقول ابن عباس وليتركوا الاستنباط البدعي من أناس لاتخصص لهم بالعلم معرضين عن آثار الصحابة وأهل الجهاد البدعي وليتفقهوا في هدي النبي صلى الله عليه وسلم في جهاده وقت القوة والضعف
ونصرة الله باتباع السنة وترك المعصية والبدعة في الجهاد وغير ه وليتركوا الجهاد الذي لم تكتمل شرائطة وبرهان ضلالهم هزاءمهم بأيدي أعدائهم مع قول الله تعالى( إن تنصروا الله ينصركم)
وليتب جماعة الاخوان المسلمين من تركهم الولاء والبراء في الدين أتآخون الرافضة المجرمين وتتركون طريقة ابراهيم (إنا برءآء منكم كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء حتى تؤمنوا بالله وحده) وليتركوا عداوة أهل الحديث فإن الله يقول من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب
واذا لم يكن صاحب الحديث وليا لله فمن يكن لله وليا
وليتب أهل الدنيا من الغفلة والشهوة وصنعة الفواحش والقاذورات والخمر والقنوات الاباحية والاغنيات والسهرات المحرمة والاحتفالات الماجنة والاختلاط السافر فما خلقنا إلا لتوحيد الله وعبادته
قال تعالى
(وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) قال المفسرون ليوحدون
وليكونوا ابناء الآخرة ولايكونوا أبناء الدنيا فقد اقبلت الآخرة وذكرت أنفسهم بالزلازل بزلزال الاخرة وادبرت الدنيا ولكل بنون
فاليوم عمل ولاحساب وغدا حساب ولاعمل
روى البخاري في صحيح عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ إِلَى اللَّهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا ثُمَّ قَالَ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ إِلَى آخِرِ الْآيَةِ ثُمَّ قَالَ أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ أَلَا وَإِنَّهُ يُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ فَأَقُولُ يَا رَبِّ أُصَيْحَابِي فَيُقَالُ إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ فَيُقَالُ إِنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ
فلايحل لأحد أن ينتمي إلا لجماعة واحدة قائدها هو الواسطة بين الله وخلقه فيتبع في العلم والعمل ولايدعى بل إنما يدعى الله وحده لاشريك له
محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه في كل جزئيات الدين في الحكم والدعوة والجهاد السني لاالبدعي
لأنه قال( وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل من هي قال من كان على مثل ماأنا عليه وأصحابي )خرجه الترمذي وغيره وهو صحيح