سم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد
[b]- عَنْ أَبي هُرَيرَةَ - رضي الله عنه - أنَّ رَجُلاً قالَ للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: أوصِني، قال: (لا تَغْضَبْ) فردَّد مِراراً قال: (لا تَغْضَبْ). رواهُ البُخاريُّ.
- قال ابن رجب: فهذا الرجلُ طلب مِن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ يُوصِيهَ وصيةً وجيزةً جامعةً لِخصال الخيرِ، ليحفظها عنه خشيةَ أنْ لا يحفظها؛ لكثرتها، فوصَّاه النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أنْ لا يغضب، ثم ردَّد هذه المسألة عليه مراراً، والنَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يردِّدُ عليه هذا الجوابَ، فهذا يدلُّ على أنَّ الغضب جِماعُ الشرِّ، وأنَّ التحرُّز منه جماعُ الخير.
-
ولأنَّ الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليهِ في حال زوال
غضبه كثيراً من السِّباب وغيره مما يعظم ضَرَرُهُ، فإذا سكت زال هذا الشرّ
كله عنه.
- من هو الشجاع؟:
[size=21]- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (ليس الشديد بالصُّرَعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب) متفق عليه.
- قال ابن القيم: أي مالك نفسه أولى أن يسمى شديدا من الذي يصرع الرجال.
- وقال شيخ الإسلام " ولهذا كان القوي الشديد هو الذي يملك نفسه عند الغضب حتى يفعل ما يصلح دون ما لا يصلح فأما المغلوب حين غضبه فليس هو بشجاع ولا شديد.
- متى نغضب؟:
وهذه كانت حالَ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -،
فإنَّه كان لا ينتقِمُ لنفسه، ولكن إذا انتهكت حرماتُ الله لم يَقُمْ
لِغضبه شيء ولم يضرب بيده خادماً ولا امرأة إلا أنْ يجاهِدَ في سبيل الله.